الحجز المسبق …. بين الإلزام والالتزام
بدأت دائرة صحة النجف الاشرف واعتبارا من شهر نيسان الماضي بتطبيق برنامج الحجز المسبق في مراكزها الصحية ،و يعتمد البرنامج على آلية معينة تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات للمراجعين من خلال توزيع المراجعين على جميع أوقات الدوام الرسمي وبموجب هذا النظام أوعزت دائرة الصحة إلى مراكزها الصحية باختيار موظفين وموظفات لتلقي اتصالات المواطنين وتسجيل حجوزاتهم من خلال أرقام هواتف خاصة بكل مركز صحي وذلك للحد من حالات الزحام في المراكز الصحية واقتصار المراجعة على وقت معين من الدوام الرسمي .
الدكتور فلاح مهدي الميالي مدير قطاع النجف الجنوبي أوضح إن تجربة الحجز المسبق تجربة حضارية جديدة تهدف إلى تخفيف العبء عن المواطن وعلى المؤسسة الصحية في وقت واحد ،وقد تم وضع ثلاثة أجهزة موبايل في كل مركز صحي ليتمكن المواطن من خلالها الاتصال والحجز،وتم الإعلان عن هذه الأرقام في وسائل الإعلام المختلفة كما تم وضعها في واجهات المراكز الصحية وفي قطع الدلالة ولدى مخاتير المناطق وكانت الاستجابة جيدة من قبل المواطنين في بعض المناطق وقليلة جدا في مناطق أخرى ، إلا إن هذا البرنامج شانه شأن أي برنامج جديد واجه بعض الصعوبات وصاحبته بعض الأخطاء التي تعود إلى عدم استيعاب بعض المواطنين وحتى الموظفين لآلية عمله والهدف منه ونحن من خلال عملنا ( والحديث لمدير القطاع الجنوبي )ندرك إن مثل هذه البرامج تحتاج إلى وقت لتطبيقها ونجاحها ونحن صبورين بما فيه الكفاية وما نؤكد عليه إن الحجز المسبق ليس بالأمر اللازم لمراجعة المركز وتلقي العلاج ولكنه أمر تنظيمي فالمواطن الذي لم يتصل لغرض الحجز بإمكانه المراجعة والعلاج في المركز الصحي وليس كما حدث في بعض المراكز عندما قام بعض قاطعي التذاكر بإلزام بعض المراجعين بالاتصال والحجز من داخل المركز الصحي ، وأكد الميالي إن الخطوة القادمة التي تعمل عليها دائرة الصحة هي الإيعاز إلى المراكز الصحية بالاتصال أو إرسال الرسائل إلى المواطن الكريم لتذكيره بمواعيد اللقاحات والرعاية الصحية الأولية من اجل النهوض بواقع الخدمة الصحية المقدمة إلى المواطن ، من جانبه أوضح الصيدلاني هيثم عدنان العامري مدير مركز الكرامة للرعاية الصحية الأولية إننا نتلقى الاتصالات يوميا بمعدل ستة إلى ثمانية اتصالات وهذا قليل نسبة إلى عدد مراجعي مركزنا الصحي الذي يقدم خدماته إلى أكثر من 29 ألف نسمة موزعه على ثمانية أحياء ، ونحن بدورنا نقوم بتوعية المواطن من خلال إعطائه (كارتات) تحمل أرقام الحجوزات وبإمكانه الاتصال والاستفسار عن اللقاحات الموجودة وعن مواعيد المراجعة فضلا عن الحجز، وأضاف العامري إن تطبيق هذا البرنامج يعتمد على عاملين مهمين هما الوقت وتفهم المواطن لهذا العمل إلا إننا نواجه مشكلة هي سوء استخدام الموبايل من قبل البعض ، وقالت طبيبة الأسنان آلاء حميد ألعبيدي: إن مثل هذه البرامج المتطورة والمفيدة تحتاج إلى توعية وتثقيف للمراجع وأيضا ضرورة إدخال الموظفين في دورات تثقيفية لفهم ومعرفة البرنامج داعية دائرة الصحة بمنع صرف التذاكر للمراجعين إلا بعد الحجز لتسهيل عملية المراجعة ومعالجة المريض بطريقة أفضل وتقليل الازدحام وانتظار المراجع كي يدرك إن هذا البرنامج لخدمته والعناية به ،.
من جانبه قام قسم التفتيش بتوجيه أعمام إلى مدراء قطاعات الرعاية الصحية الأولية جاء فيه( إن الحجز المسبق ظاهرة حضارية الهدف منها تحسين الخدمات وخدمة المرضى الوافدين إلى المؤسسة الصحية بشكل أفضل إلا إن بعض الموظفين لم يستوعب الفكرة جيدا) ودعا قسم التفتيش مدراء القطاعات الإيعاز إلى كافة العاملين بعدم التعامل بسلبية مع المريض الذي يراجع المؤسسة الصحية ومحاسبة المخالفين وعدم إلزام المرضى بالحجز المسبق وإنما توعيتهم بذلك ، مراجعات في المركز الصحي في حي الكرامة رفضن ذكر أسماءهن أكدن إنهن لم يسمعن بالبرنامج كما إن المرأة تتحاشى الاتصال من هاتفها النقال ، وهنا لابد لنا من القول إننا إذا أردنا النجاح لهذا البرنامج وتحقيق الغاية المرجوة منه وهي توزيع المراجعين على أوقات الدوام الرسمي مما يحد من الزحام ويعطي الطبيب فرصة أفضل للفحص والمعاينة مما ينعكس على نوع الخدمة الطبية المقدمة فلابد من إعطاء البرنامج حيز إعلامي أوسع ليعلم أبناء المحافظة بجدواه ومن ثم يساعدون في تطبيقه مع التأكيد على الموظفين والموظفات الذين يتلقون المكالمات على حسن تلقي هذه المكالمات والتعامل مع المتصلين باسلوب حضاري وإعلامهم بان الاتصال والحجز المسبق ليس ملزما للمراجعة بل هو عمل تنظيمي لغرض الارتقاء بالخدمة المقدمة، على أن يحظى المراجع في آخر الدوام بنفس الرعاية والاهتمام في بداية الدوام من حيث توفر الأدوية وإجراء الفحوصات المختبرية والسونار وتشغيل مولد الكهرباء الذي كثيرا مايتم إطفاءه في الساعات الأخيرة من الدوام ، مايجدر ذكره إن دائرة صحة محافظة النجف الاشرف هي أول من طبقت برنامج الحجز المسبق في مراكزها الصحية وعند نجاحه سيتم تعميمه على بقية المحافظات .
سالم الحميداوي – شعبة الاعلام