ارتفاع ضغط الدم

2021-06-09
1804

بعض الناس يعانون من ارتفاع ضغط الدم (High blood pressure) لسنوات دونَ أن يشعروا بأي عرض. ضغط الدم المرتفع وغير المُراقَب يزيد من احتمالات الإصابة بمشاكل صحية خطيرة ، كالنوبة القلبية والسكتة الدماغية . يتطور ضغط الدم المرتفع في الغالب على مدى سنوات طويلة ، وفي نهاية الأمر يظهر عند كل الناس تقريبا . لحسن الحظ ، إن اكتشاف المرض سهل جدا ، بالتالي تكون السيطرة عليه ممكنة بمساعدة الأطباء .

 

أعراض ارتفاع ضغط الدم

لا تظهر اعراض ارتفاع ضغط الدم لدى أغلب الناس الذين يعانون منه ، كذلك الأمر في الحالات التي يسجل فيها ضغط الدم قيما مرتفعة إلى درجة تشكيلها خطرا . عند قسم من المرضى تظهر ، في مراحل المرض الأولى ، الاعراض التالية :

  • أوجاع خفيفة في الرأس
  • دوخة
  • نزيف من الأنف بشكل يفوق العادة

لكن هذه الأعراض والعلامات تظهر عادة عندما يصل المرض مرحلة متقدمة أكثر ، إلى حد تشكيله خطرا على الحياة .

 

أسباب وعوامل خطر ارتفاع ضغط الدم

هنالك نوعان من فرط ضغط الدم :

  • فرط ضغط الدم الأولي (رئيسي) : في 90% – 95% من الحالات عند البالغين ، ليس بالإمكان تعريف مسببها . يميل هذا النوع إلى التطور تدريجيا ، على مدى سنين عدة
  • فرط ضغط الدم الثانوي : عند الــ 5% – 10% المتبقين ، يتولد هذا النوع نتيجة لمرض آخر ، ويظهر عادة بشكل مفاجئ ويسبب ضغط دم أعلى من ذلك الذي يسببه الأولي

أمراض وأدوية عدة تعتبر من اهم أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي ، من بينها :

  • أمراض الكلى
  • أورام في الغدة الكُظـْريّة (Adrenal gland)
  • عيوب خلقية معينة في القلب
  • أدوية معينة مثل : حبوب منع الحمل ، أدوية ضد الزكام ، أدوية لتخفيف الاحتقان
  • مسكنات أوجاع بدون حاجة إلى وصفة طبية وعدد من الأدوية التي بحاجة إلى وصفة طبية           
  • مخدرات كالكوكائين و الأمفيتامين (منبّه عصبيّ – Amphetamine)

 

عوامل الخطر

ثمة عوامل عديدة تزيد من خطر الإصابة بفرط ضغط الدم ، بعضها لا يمكن السيطرة عليه ، والتي تشمل :

  • السن : يزداد خطر الإصابة بالمرض مع التقدم بالسن . في بداية منتصف العمر ، يكون المرض أكثر شيوعا بين الرجال . أمّا النساء فيملن إلى الإصابة بالمرض في فترة ما بعد اليأس (سن “اليأس” – Menopause)
  • التاريخ العائلي : يميل فرط ضغط الدم إلى الانتقال وراثيا

 

عوامل خطر إضافية أخرى ، يمكن السيطرة عليها :

وهي تتمثل في :

  • فرط الوزن أو السمنة (Obesity) : كلّما كان الإنسان أعلى وزنا ، كان بحاجة إلى المزيد من الدم كي يكون قادرا على إيصال الأكسجين والمواد المغذية إلى أنسجة الجسم المختلفة . وكلّما كانت كمية الدم المتدفق في الأوعية الدموية أكبر ، كان الضغط على جدران الشرايين أكبر .
  • انعدام النشاط البدني : وتيرة عمل القلب لدى الأشخاص الذين لا يمارسون نشاطا بدنيا هي أعلى منها لدى الذين يمارسونه . وكلما زادت سرعة عمل القلب ، كان القلب بحاجة إلى بذل جهد أكبر عند كل انقباض ، مما يزيد الضغط على الشرايين . بالإضافة إلى ذلك ، فإن انعدام النشاط البدني يزيد خطر السمنة .
  • التدخين : تدخين التبغ يؤدي إلى رفع ضغط الدم بشكل فوري ومؤقت . وبالإضافة إلى ذلك ، فإن المواد الكيميائية الموجودة في التبغ قد تضر بجدران الشرايين . ونتيجة لذلك ، قد تصبح الشرايين أضيق ، ممّا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم .
  • تغذية كثيرة الملح (صوديوم) : إن وجود كمية كبيرة جدا من ملح الطعام (الصوديوم) في النظام الغذائي قد يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم ، الأمر الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم .
  • تغذية قليلة البوتاسيوم : يساعد البوتاسيوم على موازنة مستوى الصوديوم في الخلايا . عندما لا يتم استهلاك أو تخزين ، كمية كافية من البوتاسيوم ، فقد يؤدي ذلك إلى تراكم كمية كبيرة جدا من الصوديوم في الدم .
  • تغذية قليلة الفيتامين (D) : من غير الواضح ما إذا كانت التغذية التي تفتقر إلى فيتامين D يمكن أن تسبب فرط ضغط الدم ، أم لا . يعتقد الباحثون بأن فيتامين D يستطيع أن يؤثر على إنزيم تنتجه الكليتان ويؤثر على ضغط الدم .
  • تناول الكحول : تناول الكحول قد يسبب إفراز هورمونات تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وازدياد سرعة القلب .
  • التوتر : المستويات العالية من التوتر تؤدي إلى ارتفاع مؤقت ، لكن دراماتيكي . محاولات الاسترخاء من خلال الأكل الكثير ، تدخين التبغ أو شرب الكحول ، قد تؤدي إلى تعقيد مشاكل ضغط الدم .
  • الأمراض المزمنة : بعض الأمراض المزمنة (بما فيها الكولسترول المرتفع ، السكري ، الأرق وأمراض الكلى) قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بفرط ضغط الدم .

في بعض الأحيان يكون الحمل عاملا مؤثرا في ارتفاع ضغط الدم . فرط ضغط الدم منتشر ، أساسا ، بين البالغين ، لكن الأطفال أيضا قد يكونون عرضة للإصابة به ، في بعض الأحيان . يتطور فرط ضغط الدم لدى بعض الأطفال كنتيجة لمشاكل في الكلى أو في القلب . لكن عددا كبيرا ومتزايدا من الأطفال يصبح معرضا للإصابة بفرط ضغط الدم نتيجة عادات حياتية سيئة ، مثل التغذية غير السليمة وغير الصحية وانعدام النشاط الجسماني .

 

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم

ضغط الدم الزائد على جدران الشرايين ، قد يسبب ضررا للأوعية الدموية ولأعضاء أخرى في الجسد . كلّما كان ضغط الدم مرتفعا أكثر وكلّما بقي مرتفعا دون علاج لفترة طويلة أكثر ، يكون الضرر أكبر .

 عدم علاج ضغط الدم المرتفع قد يؤدي إلى :

  • الإضرار بالأوعية الدموية
  • أم الدم (تمدد موضعي لجدران الأوعية الدموية – Aneurysm)
  • توقف القلب (Cardiac arrest)
  • انسداد أو تمزق أوعية دموية في الدماغ
  • ضعف وتضيق الأوعية الدموية في الكليتين
  • تكثـف ، تضيـق أو انهتاك الأوعية الدموية في العينين
  • مشاكل في الذاكرة أو في الفهم .

 

تشخيص ارتفاع ضغط الدم

يحدد ضغط الدم حسب كمية الدم التي يضخها القلب وحسب مستوى مقاومة تدفق الدم بالشرايين . كلّما ضخ القلب دما أكثر وكلما كانت الشرايين أضيق ، كان ضغط الدم مرتفعا أكثر .

 

قياس ضغط الدم

لاكتشاف ارتفاع الضغط وعلاجه يتم قياس ضغط الدم بواسطة جهاز خاص يتألف من سوار قابل للانتفاخ يلف حول الذراع (للحد من تدفق الدم) ، مقياس ضغط زئبقي ميكانيكي ، منفاخ وصمم تحكـم .

تكون نتائج القياس بوحدات ميليمتر زئبق (ملم زئبق) وتتضمن هذه النتائج قيمتين (عددين) :

  • العدد الأول ، أو الأعلى – يقيس الضغط في الشرايين عند تقلـص عضلة القلب بينما هو ينبض (الضغط الانقباضي – Systolic Pressure) .
  • العدد الثاني ، أو الأدنى – يقيس الضغط في الشرايين بين النبضات (الضغط الانبساطي – Diastolic Pressure) .

 

قيم قياس ضغط الدم

طبقا للخطوط الأساسية الأخيرة التي نـشرت في العام 2003 بشأن ضغط الدم ، فإن قيم القياس تنقسم إلى أربع مجموعات عامة :

  • المستوى الطبيعي (السوي – blood pressure Normal) : يعتبر الضغط الدم سويا حينما يكون أقل من 80/120 ملم زئبق . غير أن بعض الأطباء يقولون إن ضغط الدم بمستوى  75/115 ملم زئبق هو الأفضل .
  • مستوى ما قبل فرط ضغط الدم (Prehypertension) : حين تكون قيمة الضغط الانقباضي بين 120 – 139 ملم زئبق ، أو حين تكون قيمة الضغط الانبساطي بين 80 – 89 ملم زئبق .
  • المرحلة الأولى من فرط ضغط الدم (Stage 1 Hypertension) : حين تكون قيمة الضغط الانقباضي بين 140 – 159 ملم زئبق ، أو حين تكون قيمة الضغط الانبساطي بين 90  – 99 ملم زئبق .
  • المرحلة الثانية من فرط ضغط الدم ( Stage 2 Hypertension) : حين تكون قيمة الضغط الانقباضي 160 ملم زئبق وأكثر ، أو حين تكون قيمة الضغط الانبساطي 100 ملم زئبق وأكثر .

القيمتان (العددان ، الأعلى والأدنى) في قياس ضغط الدم هامتان. لكن بعد سن الـ 50 عاما يصبح ضغط الدم الانقباضي (Systolic Pressure) هو الأكثر أهمية . فرط ضغط الدم الانقباضي (ISH) – هي الحالة التي يكون فيها الضغط الانبساطي (Diastolic Pressure) سويا ، بينما يكون الضغط الانقباضي مرتفعا . هذه الحالة هي النوع الأكثر شيوعا من فرط ضغط الدم بين الأشخاص فوق سن الـ 50 عاما .

 

علاج ارتفاع ضغط الدم

التغيير في نمط الحياة قد يساعد بشكل كبير على موازنة ضغط الدم . غير أن التغيير في نمط الحياة ، وحده ، لا يكون كافيا في بعض الأحيان . فبالإضافة إلى ممارسة النشاط الجسماني وتغيير عادات التغذية ، قد يصف الطبيب أيضا بعض الأدوية لخفض ضغط الدم .

أدوية لعلاج ضغط الدم

يتعلق ارتفاع الضغط وعلاجه او علاج ضغط الدم المرتفع الذي يوصي به الطبيب بمستوى ضغط الدم عند المريض وبالمشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها . من بين الادوية الموصى بها :

  • مدرات البول (Diuretic) من مجموعة التيازيد (Thiazide)
  • مُحْصِرات المستقبلات البيتا (Beta – blocker)
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)
  • مُحْصِرات مستقبل الأنجيوتنسين 2
  • محصرات قنوات الكالسيوم
  • مثبطات الرينين (Renin)

في الحالات التي لا يمكن فيها السيطرة على ارتفاع الضغط وعلاجه بمساعدة الأدوية المذكورة أعلاه ، من الممكن أن يوصي الطبيب بتناول الأدوية التالية :

  • مُحْصِرات مستقبلات الألفا (Alpha blocker)
  • محصرات مستقبلات الألفا – بيتا (Alpha – Beta blocker)
  • موسعات الأوعية الدموية

بعد النجاح في الوصول إلى مستوى ضغط الدم المطلوب ، قد يوصي الطبيب بتناول الأسبيرين بشكل يومي ، لتقليل خطر الإصابة بأمراض قلبية – وعائية (اضطرابات في جهاز الأوعية الدموية والقلب – Cardiovascular disease) . من أجل تخفيض الجرعة الدوائية اليومية ، قد يدمج الطبيب عدة أنواع من الأدوية بجرعة منخفضة ، بدلا من نوع واحد بجرعة مرتفعة جدا . والحقيقة ، إن تناول نوعين من الأدوية أو أكثر في آن واحد ، في أحيان كثيرة ، أكثر فائدة من تناول نوع واحد من الدواء . وأحيانا ، تكون القدرة على اختيار الدواء الأنجع ، أو دمج الأدوية الأكثر فائدة ، حصيلة التجربة والخطأ .

 

العلاجات البديلة

إن الحرص على التغذية الصحيحة والسليمة وعلى ممارسة النشاط البدني هي الطريقة المثلى من اجل علاج ضغط الدم المرتفع لكن، بالإضافة إلى ذلك ، هنالك عدة إضافات غذائية (أغذية تكميلية) قد تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع وتشمل :

  • حمض الألفا لينولينيك (ALA)
  • بزر القطـوناء (Blond psyllium)
  • الكالسيوم
  • الكاكاو
  • زيت كبد سمك القدّ ( Cod liver oil)
  • تميم الإنزيم Q-10 Coenzyme) Q-10)
  • الأحماض الدهنية أوميغا 3
  • الثوم

الطريقة المثلى لدمج هذه المواد في نظام التغذية هي عن طريق تناول مأكولات غنية بهذه المواد ، لكن يمكن استهلاكها أيضا من خلال تناولها بأقراص أو كبسولات . يوصى باستشارة طبيب قبل تناول مثل هذه الأغذية التكميلية خلال تلقي علاج ضغط الدم . هناك أغذية تؤثر على فاعلية الأدوية وتؤدي إلى أعراض جانبية مؤذية . كذلك ، من الممكن ممارسة تقنيات استرخاء ، مثل اليوغا أو التنفس العميق ، لتحقيق الهدوء النفسي وخفض مستوى التوتر . طرق الاسترخاء هذه قد تخفض ضغط الدم المرتفع بشكل مؤقت .

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان